الخميس، 28 أبريل 2011

صلاة الغضب / للشاعر ياسر النجدي


تعالوا نصلي صلاة الغضبْ

على ساحةٍ من بساطِ اللهبْ

ونذكر ما كان يوماً لدينا

وغاب مع الفجر لما ذهبْ

فكم قد سئمنا حرير الحشايا

ورقصَ الأفاعي ولون الذهبْ

وكم قد كرهنا عمائمَ قومٍ

كما الموت حين أتى واقتربْ

وتقنا إلى قطرةٍ من حياةٍ

ليرشفها طفلنا المرتقبْ

فقد سلبَ الموتُ أرواحَنا

وراح بأدمعها يختضبْ

سقانا شراب الخنوع فبتنا

سُكَارَى على حقنا المغتصبْ

ونمنا على عارنا وانتشينا

بكأسٍ من الذل. يا للعجبْ!

ففي كل يومٍ دماءٌ تراقُ

وأرضٌ تُمزقُ أو تُنتهبْ

ولا يشغل الناسَ إلا الأماني

كأنَّا استعدنا بلاد العربْ

******* *******

تعالوا نصلى صلاةَ الألمْ

على ذلك الصرحِ حين انهدمْ

ونمضى نسائلُ تاريخَنا

عن العمر كيف مضى وانصرمْ

عن المجد والعزِّ والكبرياءِ

عن الليل كيف طغى أو ظلمْ

فقام يفتش عن كأسه

ليطفئ نار الأسى والألمْ

وقال أتسألني يا فتى

وقلبي جريحٌ وكأسي ندمْ

فمجدك في ساحة القدس يمضي

ضرير الخطى في دروب العدمْ

وعزُّك هام على وجهِهِ

وودع أرض مِنى والحرمْ

وأقسم بالله ألا يعودَ

لأرضٍ تداعت عليها الأممْ

وإن كنت تسأل عن كبرياءٍ

فسائلْ أبا الهولِ كيف انهدمْ

وكيف بكى النيل في أرضِ مصرَ

على رافديه ببغدادَ دمْ

كذاك تحَدَّثَ تاريخنا

وراح يصلى صلاة الألمْ

يانفحة الأزهار