السبت، 13 مارس 2010

وطن / ياسر النجدي



لا تعجبي
لو قد حملتُ حقائبي
ومتاعبي
ورحلتُ عن تلك المدنْ
فلقد ولدتُ على ترابكِ شاعراً
أطعمتكِ الحبَّ الشهيَّ فبعتني

في سوقِ عينيكِ الحسانِ
بلا ثمنْ
وكأنني
سأظل أبحثُ دائماً
في أعين الطفلِ الصغيرِ
وفي ضفائركِ المهدلةِ الطويلةِ
عن وطنْ

إني فلاح سيدتي / ياسر النجدي





إني فلاحٌ سيدتي

إني فلاحٌ سيدتي
أروي بدمي كلَّ الأشياءْ
أروي حُبي .. ... أروي وطني
أروي صفصافتا الخضراءْ
إني فلاحٌ في وجهي
تتمددُ خيطانُ الشمسِ
تتناغمُ دقاتُ الفأسِ
تتمايل سنبلةٌ خرساءْ
قد ألهو كالصبيةِ حيناً
وأدورُ أدورُ كمحراثي
أبني أعشاشاً للطيرِ
أبني بيتاً
من زهرِ الرمانِ الأحمرْ
من أزهارِ الفولِ البيضاءْ
لكن يبدو يا سيدتي
أن العصفورةَ قد باتتْ
لا تهوى أخيلةَ الشعراءْ
فأعودُ أُلملمُ أحزاني
أتوسدُ راحةَ ساقيتي
وننوحُ معاً
هي تنزفُ ماءً وأنا
أنزفُ أحزاناً
ودماءْ
****
إني فلاحٌ في أرضي
أزرع حَبَّا أزرع حُبَّا
وأجوبُ دروبَ الليل هنا
درباً دربا
أبحث عنها
فتموتُ البسمةُ في قلبي
ويجفُ الماءْ .
وكأن بقايا أحلامي
محراثي بيتي ساقيتي
دنياي الصُغرى قد باتتْ
أرضاً لا يأتي ساحتها
إلا البؤساءْ
****
إني يا سيدتي رجلٌ
مشكلتي أني إنسانٌ
آهٍ سيدتي لو كنتِ
إنساناً لمجردِ يومٍ
لعرفتِ لماذا كان الحبُ حراماً
في أرضِ الفقراءْ
ولماذا ماتَ النرجسُ في حقلي
وأنا أرويه شذا قلبي
ولماذا يحلو في وطني
أن أتلوَ ألحانَ الغرباءْ
ما أطيبني يا سيدتي
أفترشُ الأرضَ
وبين جفونِ الشمسِ أنامْ
أتغطى بظلالِ الأشجارْ
أحلمُ بالزوجةِ والأطفالْ
وبدنيا تعرفُ معنى الحب
وترحمُ أحلامَ الضعفاءْ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم
لكم مني أجمل تحية
من قلب محب وروح شاعرة
تهفو إلى كل عذب وجميل
على أمل التواصل الدائم
الشاعر ياسر النجدي